من قتل السياحة في الجزائر؟!
السياحة في الجزائر؛هذه الثنائية الغريبة التي لا يعرف الموجود بداخلها أي شئ عن مستقبلها ولا
الخارج عنها يمكنه أن يعرف إلا بالتساؤل الجاد والبحث والتقصي عن هذه العلاقة التي لم نسمع عنها
الخير لحد الآن.
هل هذا البلد خالي من المعالم السياحية؟؟ لا
لا يوجد بلد إلا وفيه موروثات حضارية وثقافية تقليدية وصناعية تتماشى والحداثة.
كذلك الجزائر؛فقد حباها الله بموقع جغرافي ممتاز, حيث أنها تطل على البحر الأبيض المتوسط بشريط
ساحلي يقدر طوله ب:1200 كلم . وهي بلاد الأربع فصول .تحتوي الساحل والصحراء كما أن المنطقة
الداخلية تعتبر جنة على الارض لتواجد الغابات الكثيفة من صنوبر وبلوط .
لا أحد من زوارها أنكر روعة المكان والحوار الحضاري الذي دار بينها وبين التاريخ؛ حيث أنها تتمتع
بمعالم وآثار رومانية مق قلوع ومسارح في كل من(شرشال وباتنة وسطيف..).
وما يؤسف أن كل هذا الخير الذي تملكه هذه البلاد إلا أنها تعد أضعف وجهة سياحية في منطقة
البحر الأبيض المتوسط.
بسبب الأزمة السوداء التي مرت بها البلاد وجعلت منها بلدا معزولا ومنطويا على همومه.حتى
أن المطارات أصبحت معابر لمرور السواح لا محطة لهم.فحصة الجزائر من سوق السياحة ضعيفة
جدا ’لأن القطاع غير مستغل بصورة كبيرة مقارنة بالإمكانيات المادية الهائلة والفرص المتاحة.
حيث أنها صنفت مؤخرا في الرتبة 147 من مجموع 174 دولة وقد سجلت دخول 23.1 مليون
سائح أغلبهم من المغتربين .
ولكن السنتين الأخيرتين شهد قطاع السياحة تحسن ؛بدأت الدولة تولي إهتمام بهذا الكنز والإعداد
له إعدادا صحيحا يليق بالوافدين للبلاد.
إلا أن نصيبها لا يزال الأضعف ويقدر ب 02 بالمئة من التدفقات السياحية وهذا الضعف يعود
لأسباب كثيرة أهمها:
-لا شك أن الوضع الأمني السيئ قد أثر تأثيرا سلبي على هذا القطاع
-التعويل على مداخيل البترول كل الإعتماد وإهمال السياحة
-اللاوعي بالموروث الثقافي والحضاري والتاريخي
-كما أن نوعية الخدمات غير تنافسية ؛لأن الجزائر لم تتبن إستراتيجية سياحية من شأنها أن تغير صورة السياحة المشوهة.
-عدم تسهيل الطريق أمام المستثمرين
-كما أن الفنادق لا تستجيب للمقاييس الدولية
-فوضى وإهمال للشواطئ وتأخر في إنجاز المشاريع وتهيئة المناطق التي تستقبل السواح
-تعرض الآثار المهمة والتي تعتبر ذاكرة الوطن للسرقة والنهب والتهريب
إلا أن الحكومة ومؤخرا أفاقت من سباتها العميق وربما احست أن البترول لن يبقى شابا على
طول الخط؛ لذلك وجدت أنه لابد من إستغلال ما عند بلادها من ثروات مادية وتراثية وحضارية
التي ورغم كل هذه السنوات لا تزال مواد خام.
وكذلك أحست بأن الوقت المتسارع والتطورات الحاصلة في العالم لن تقف لتنتظروصولها ؛لذلك بدأت
في طرح بعض المشاريع الجديدة وحاولت تدارك ما فاتها ولكي لا تبقى الجزائر على الهامش.
وهناك من يقول أن السياحة في الجزائر لن يقوم لها قائم مادام الكل يعول على نبع البترول
النافذ ..وهل سيظل البترول إلى أبد الآبدين؟
في الإخير يمكن القول إن الإرهاب شوه صورة السياحة ولكن من دفنها تحت التراب هو الإهمال من
طرف المسؤولين.